مدوناتي

الجمعة، 5 يونيو 2015

غريب الاطوار




   نهض باكرا من نومه كعادته مفعم بالحيوية والنشاط، يحاول ان يحافظ على ماتبقى له من أمل فى ان يتغلب على مصاعبه ويحيا حياة عادية كأى شخص طبيعى، تناول قهوته وارتدى حلته الانيقة واصبح فى ابهى صوره، يبدو لك شخصا كاملا تماما اذا فقط تغاضيت عن رأسه الكبيرة، اجل، راسه الكبيرة،
كان "حليم" يمتلك راس عملاقة يبلغ حجمها حوالى ثلاثة اضعاف حجم راس الانسان الطبيعى، ماتت والدته اثناء ولادته بعد ان سببت لها مضاعفات كبيرة، رباه والده الذى احبه كثيرا واعتنى به طوال حياته الى ان لحق بها هو الآخر منذ ما يقرب عاما، كان والده يبقيه فى المنزل طوال الوقت تقريبا لايخرجه منه الا اذا اضطر لذلك، حرص على تعليمه بنفسه فى المنزل حتى حصل الفتى على شهادته الجامعية من خلال الانترنت، ولم يدعه والده يعمل حتى بعد ذلك، فتكفل بكل مصاريفه وقام بكل شىء بنفسه، لكن الوضع الان قد تغير كثيرا واصبح على حليم ان يهتم بنفسه ويواجه العالم وحيدا، تناول المفاتيح والهاتف الجوال وخرج من المنزل متوجها الى مقابلة العمل الجديدة التى تنتظره، كان مقر الشركة يبعد عن منزله بشارعين فقط فحمد الله على انه لن يضطر لاستقلال حافلة مزدحمة بأناس مشغولين، منفعلين، على عجلة طوال الوقت، يسبونه لان راسه تزيد اعاقتهم فى وسط الزحمة، كان تائها شريد الذهن يفكر طوال الوقت فى كل شىء، لقد تقدم الى الكثير من الوظائف المناسبة والتى يعلم جيدا انه اهل لها، ولكن دائما ما يتم رفضه بسبب حجم راسه، مرة لان راسه قد تخيف العملاء وتبعدهم عن الشركة، ومرة لان زملاءه الموظفون قد لايشعرون بالراحة فى التعامل معه، حتى انه ذات مرة كان قد حصل على وظيفة بالفعل لكن مديره قام بفصله بعد اسبوع من العمل لان الموظفين يتركون اعمالهم كثيرا ويحدقون فى شكله ويتكلمون عليه مما يعيق سير الانتاج فى الشركة، ربما هذه المرة سوف يرفضونه لانه صلعة راسه تعكس اضاءة المصابيح على عيون الموظفين فتعميهم، او ان رئيس العمل يشك فى صلة قرابة بينه وبين "ميجا مايند" الشرير وانه ارسله ليدمر الشركة ويقضى على الكوكب،
 كان يذهب الى المكتبة العامة ليتفحص بعض الكتب فيرى الجميع يحدقون به، بعضهم يتهامس وبعضهم يتغامز وبعضهم يسخر ويهتف "كفاك قراءة، لقد امتلأت رأسك عن اخرها بالمعلومات يا رجل"، لم يكن ليتجرأ ويفكر فى ممارسة بعض الرياضة فى احد النوادى او يحاول الرقص مثلا على انغام بعض الموسيقى ولو وحيدا فى منزله، فربما يراه بعضا من النمل بالصدفة فيترك عمله الجاد وينسى امر مخزونه الشتوى ويقف صفا يحدق برأسه ويتهامس، اخذ يتذكر ويفكر كم كان احمقا عندما كان يغضب من والده لحرصه على بقاءه فى البيت، كان غبيا عندما ظن بانه لن يكترث بكلام الناس عنه او بآراءهم فى شكله، من هذا الى لايكترث بالناس وكلامهم، ربما يخبرك بذلك عالما كبيرا او اديبا عالميا لانه عبقريا يثق فى نفسه ولا يحتاج من الناس شيئا، وحتى اولئك الناس يحتاجون لآراء معجبيهم ومتابعاتهم، فما بالك بشخص عادى مثله، كيف له ان يمضى فى حياته ولا يكترث بكلام الناس عليه وتصنيفهم له وحكمهم الدائم عليه وعلى شكله وتصرفاته، كيف يتخلص من سخريتهم منه، وتعليقهم على كل شىء يفعله، كيف يتخلص من عيونهم التى تلاحقه اينما ذهب، كيف يتخلص من همسات جيرانه عن معاناة والدته من راسه الكبيرة اثناء حملها، او عن والده الذى يدّعون انه متحكم مسيطر اجبره على قضاء عمره كله مختبئاً، كيف يتغاضى عن احاديثهم وخوضهم فى اعراض عائلته بالباطل وادعائهم ان والدته كانت تتناول المخدرات والعقاقير وهى تحمله فى بطنها، او انه "غضب من الله" عليها بسبب خيانتها لوالده، او ان والده كان يقوم بضربها والاعتداء عليها اثناء حملها، ظلت جميع هذه الافكار تتردد فى راسه وهو فى طريقه وظل يردد فى نفسه ويتساءل "يا الله، لم خلقتنى فى هذا العالم الاحمق الملىء بالتفاهات؟!".
حاول ان يطرد تلك الافكار البائسة من رأسه وبدأ ينظر الى الشارع، المحال والمقاهى والناس، كان يحلم ان يأتى يوما يشارك فيه بعض اصدقاءه فى جلسة كهذه ، او يدخل مع حبيبته متجر كهذا، او ربما يشاهد معها فيلما  فى تلك السينما،
فجأة اصطدم به وهو يمشى على الرصيف طفل صغير كان يلهو مع اصدقاءه بشكل ما، فنظر الطفل اليه وتراجع فى توجس، فشعر حليم بالحرج لانه اخاف الطفل الصغير ولم يدرى ماذا يقول، فصاح الطفل فى بلاهة وسخرية "ياللهول، لقد هبطت الكائنات الفضائية على كوكب الارض" قالها الطفل واخذ يتراجع وينظر اليه ويضحك، اسرع حليم يجرى ناحية الطفل بعد ان لاحظ انحراف الطفل عن الرصيف ووقوفه فى مواجهة سيارة قادمة بسرعة كبيرة نحوه، فظن الصغير ان حليم يود ان يمسك به لينتقم منه جراء سخريته، فاسرع مبتعدا باتجاه السيارة دون ان يدرى، لكن حليم اسرع ولحق به وابعده فى الوقت المناسب،
اصطدمت السيارة بحليم الذى لم يستطع ان يبعد نفسه عن السيارة فطار جسده للامام بقوة شديدة ووقع على الارض وسالت الدماء من راسه الكبيرة المتهشمة وهرع الناس يتجمعون حوله ويحدقون به، بعضهم يصرخ، بعضهم يبكى، وبعضهم فقط يحدق، لم يكن يسمع اى شىء مما يقولون، ولم يكن يشعر بأية آلام، فقط شعر برغبة شديدة فى ان يصيح فيهم ويقول "فيم تحدقون ايها البلهاء، ابتعدوا عنى!" لكن روحه كانت قد فارقت جسده قبل ان يفعل
كانت حادثة مأساوية انتشرت اخبارها فى كل مكان، وكتبت عنها الكثير من الصحف والجرائد أخبارا رئيسية ووضعتها فى الصفحات الاولى تحت عنوان "شاحنة تصطدم برجل ذو رأسا عملاقة وتقتله" .

الأحد، 24 مايو 2015

شعب مابيجيش غير بالضرب على دماغه... "الناس التانيين 3"




     نستكمل رحلة البحث بتاعتنا وللاسف لانى معرفتش اركب قبل كده جنب سواق مترو مقدرش احدد اذا كان سواقين المترو من الناس التانيين ولا لا، عشان كده هدخل على ركاب المترو على طول.
اولا احب أشير للناس اللى بتتخانق كل يوم جوا المترو، ان الزحمة مش بايد اى حد فينا، الزحمة يا جماعة مشكلة قومية وحلها من الناس اللى فوق، ودول معظمهم ناس تانيين، واحنا مش فارقين معاهم، عشان كده عيب تشتم فى اخوك الراكب عشان خبط فيك غصب عنه، الواحد مننا مبيبقاش فرحان يعنى وهو ماشى يترنح بسبب الزحمة وعمال يخبط فى الخلق الا اذا كان متحرش طبعا، ودول زحمة المترو بالنسبه ليهم احلى فسحة فى الكون، حاجة كده زى دريم بارك، وللبنات.. لو مكنتيش واحدة مستعدة وماسكة الشبشب فى ايدك هياكلوكى حية 
.
وطبقا لدراساتى وابحاثى قسمت الزحمة فى المترو لنوعين  :

اولا: الزحمة الرهيبة.. ودى الحالة اللى انت فيها معندكش المساحة انك تحول وشك من اتجاه اليمين لاتجاه اليسار، وبتتحرك وتركب وتنزل بقوة الدفع، وقوة الدفع وحدها.
وثانيا الزحمة النص نص... ودى بتبقى حاجة كده على ما قُسُم، ممكن تفرد دراعك، تبص الناحية التانية واحيانا بيبقى عندك المساحة انك تطلع كتاب من الشنطة او تلبس الهاند فرى من غير ما حد يقطعهالك.
فى الزحمة الرهيبة انا دايما بركب عربية السيدات من غير تفكير، يادوب تدخل عربية المترو من الباب الاولانى تلاقى نفسك محشور ورجليك مش لامسة الارض حتى، ولو كنت قصير زى حالاتى فبتواجه صعوبة فى التنفس نظرا لان وشك بيبقى مواجه لمناطق وحاجات غريبة، وكمان بتواجه روائح خبيثة كتير من الناس اللى مابتستحماش، وتلاقى بقا واحدة ماسكة فى الطرحة على جنب وبتنف فيها وفاكراها منديل، والشنطة ماشية لوحدها ورايحة تتفسح مع شنط تانية كتير شايلاها واحدة جاية من عملية شوبنج معقدة اشترت خلالها محلات وسط البلد كلها، ده غير العيال الصغيرين الكتير اللى بيفضلوا طالعين نازلين على الكوتش او الشوزة بتاعتك، انا شخصيا بطلت انضف الكوتش، تعب عالفاضى والله، وتلاقى اتنين على جنب مسكوا فى شعور بعض، وبيتخانقوا عشان واحدة فيهم خبطت فى التانية من غير قصد، عالاساس انهم مش شايفين المفرمة اللى احنا جواها،
 واول ما تعثر على مكان وتقعد اخيرا، تلاقى واحدة بصتلك  كده من فوق لتحت وتقولك "يابنتى  ما تقومى لطنط عيب كده" مع ان طنط دى ممكن تكون اكبر منى بسنتين مثلا ، او فى عيلة صغيرة قاعدة فى وشى المفروض هى اللى تقوم، او ممكن اكون رجلى مجزوعة يعنى بتحصل، لكن للاسف الحقد على كرسى المترو اللى الواحد بيكسبه بعرق جبينه بعد الصراع الطويل مع حشود التتار لاينتهى،
مرة كنت قاعدة ولقيت واحدة كبيرة قدامى واقفة وبطنها كبيرة، قومت بسرعة وقولتلها تعالى يا حبيبتى اقعدى انتى حامل، طلعت اساسا مش متجوزة وبطنها دى مجرد كرش برىء، طبعا كانت هتاكلنى قلمين على وشى لانى مش بس كبّرتها وحسستها انها شكلها متجوزة، انا كمان فضحت امر كرشها الكبير،

صحيح.. خير ان تعمل 
 :)

أما بقى فى الزحمة النص نص بروح اركب عربية مترو مشتركة عشان بتبقى رايقة كتير عن عربية السيدات، وأول انطباع بتاخده عنك -كبنت- صاحباتك لما تيجى تركبى عربية الرجالة هو انك عايزة تروحى للرجالة يتحرشوا بيكى، عالاساس ان الواحدة فى مصر لو عايزة الرجالة يتحرشوا بيها هتغلب ومقدامهاش غير عربية المترو، المهم اول ما تركبيها تلاقى 3 انواع من الرجال بيتنحولك:

اولا: واحد متنحلك عشان متحرش بيبحلقلك لامؤخذه، وده تبصيله كده شزرا وتقوليله "فى حاجة أكابتن؟؟" هيقولك "انا كلمتك" ويعمل من بنها، اوعى تتهزى، تديله كلمتين كده فى جنابه وتقوليله يبص قدامه، او ممكن تكتفى بتفعيل آلية "نظرة امنا الغولة" اللى اشرت ليها فى الجزء الاول من التدوينة، صدقينى مبتخيبش.
وثانيا: واحد متنحلك عشان فاكرك واحدة "ثافلة" بتحبى التحرش، وده تتجاهليه خالص وتسيبيه مصدق انه هو الوحيد الشخص المحترم فى الكون كله وهيدخل الجنة لوحده فى الآخرة وبقيت المجرة كلها هتدخل جهنم.
وثالثا:واحد متنحلك على انك مش مكفيكى 3 عربيات سيدات، كمان جاية تاخدى اماكن الرجالة، وده تعتبريه شفاف مش موجود اصلا، وتاخدى كل الاماكن اللى تعجبك فى العربية وتسيبيه ياكل فى نفسه.
طبعا عندنا الناس التانيين اللى بيبعوا حاجات كتير غريبة فى المترو، وبيحسسوك انك راكب فى سوق العتبة، وفى الناس التانيين اللى ماشيين يرموا الزبالة فى كل مكان حواليك، وافراد الامن المتحرشين، والشخص اللى وشه بيدخل جوا موبايلك او التابلت بتاعك وبيتفحص معاك حساباتك على الفيس بوك، وعم الشيخ اللى بيقعد يبصلك شزرا طول الطريق ويستغفر ربنا لما تكون بتسمع اغانى او بتعمل حاجة مش على هواه، ده غير عمو اللى بيديك كتف يلزقك فى الحيطه وهو بيركب.
دول كلهم ناس تانيين لا استثنى احدا منهم ..
...
ركاب الميكروباص بقا... ودول نوع مختلف خالص من الركاب بسميهم ناس متحولين، لانهم بيبقوا ناس تانيين فى الموقف قبل الركوب، وبعد ما يركبوا ويقعدوا بيقلبوا ناس عادية،
فى الموقف -ومن حكمة ربنا انه اسمه موقف من كتر المواقف اللى بتستوقف الواحد فيه- الواحد بيشوف عجائب وغرائب كتير اوى، ستات كبيرة بتجرى فى سرعة خارقة ورا الميكروباص، رجال عجائز تحولوا لشمبانزيات رشيقة بتتسلق الابواب والنوافذ وحتى الشبكة اللى فوق الميكروباص نفسها بكل خفة ورشاقة، شباب بتقع تحت عجل الميكروباص وتقوم تانى سليمة وتجرى ولا كأن حصل حاجة، شنط وأدوات مكتبية وأكياس خضار بتتناثر وتتطاير فى كل مكان، تبقى واقف قدام الباب ولسه هتركب، تلاقى الميكروباص حمّل واتملا على الاخر ومشى من قدامك فى غمضة عين،
حقيقى بتحصل مهازل مش عارفه ألوم مين عليها... الركاب اللى فعلا كلهم عندهم شغل وكليات والتزامات كتيرة، ولا الحكومة اللى مش عارفه تنظم الموقف وتعمل توازن بين الميكروباصات والركاب،

طبعا من هنا استنتجت ان كلنا ناس تانيين، كل واحد فينا جواه واحد تانى صغنن بيطلع لما نتزنق فى حاجة ومنعرفش نعملها بالزوق، مش بس فى المواصلات، فى كل حاجة فى حياتنا، لما نتخانق ونسب ونشتم بلا داعى، لما بنعيش بالواسطة وعلامنا كله بالفهلوة والحداقة، لما بنبقى عنصريين وبنصنف الناس فى كل حاجة فى حياتنا قبل ما نكلمهم او نساعدهم، لما بنرهب اى حد بيحاول يتكلم فى افكار مش عاجبانا ونكفره او نتهمة فى اخلاقه، لما كل واحد فينا يقول ان "الشعب كله مابيجيش غير بالضرب على دماغه" ويستثنى نفسه ويدى لنفسه اعذار ويحسس نفسه انه ملاك طاهر،
  وبالنسبة للمقولة دى فى حد ذاتها احب اتطرق اليها واقول ان القوانين اللى بتجبرك على الالتزام مش "ضرب على الدماغ"، كل شعوب العالم عندها القوانين دى، قواعد المرور عليها غرامة،  رمى القمامة فى الشوارع عليها غرامة، البيبّى على السور عليه غرامة، الحشيش اللى بيتضرب على الطريق عليه غرامه، حتى كشاف العربية البايظ عليه غرامة، تخيل اول سنتين نطبق فيهم القوانين دى على الناس ممكن نعمل دخل قومى منهم أد ايه، والدخل الكبير اللى الدولة ممكن تجيبه من الغرامات دى ممكن تصلح بيه كام طريق وتوفر بيه كام خدمة من خدمات المرور!!
ربنا سبحانه وتعالى بعد ما خلق الكون وخلقنا، ارسل وسطينا أنبياء ورسل، بكتب وقوانين وجنة ونار، وقالنا انه شايفنا وشايف كل تصرفاتنا لانه عارف اننا كلنا جوانا ناس تانيين، وعلى قد درجة التزامك على قد ما بيطلع الشخص التانى اللى جواك او بيستخبى، كل ما بتبعد عن ربنا، بتنسى انه شايفك وبيقل التزامك، وكل ما بتقرب منه، بتفتكر انه شايفك، فبيزيد التزامك،

حكام الدول وملوك الحضارات على مر العصور أدركوا ده، وابتدوا هم كمان يزرعوا القوانين، بل ويخترعوا آلهة، ويفكروا الناس بالبعث والخلود، ويحسسوا الناس قد ايه هم مراقبين سواء من الدولة او من الالهه، وابتدوا كمان يخترعوا مكافات للناس المؤثرة فى المجتمع، ده مش اسمه "ضرب على الدماغ" ده اسمه التزام ونظام.
عشان البلد ماتبقاش هرجلة ونخلص من الناس التانيين لازم احنا والحكومة نتغير، وتغيرنا يبدأ باحترامنا لنفسنا أولا، ماينفعش نحقر من نفسنا طول الوقت ونقول على نفسنا بنحب ناخد على قفانا، او ندّعى ان ديكتاتورية حبيب العادلى حلال فينا، لأنه شتان ما بين الديكتاتورية والنظام، واظن ان الديكتاتورية هى اللى أدت الى ان حالنا يبقى كده، وثانيا يبدأ باعتراف كل واحد فينا اننا كلنا ناس تانيين، وكلنا لازم نتغير.